رواية نبض الحكاية الفصل 11&12

اقرأ المزيد من القصص على حساب الكاتبة في واتباد نبض الحكاية | الفصل الحادي عشر والثاني عشر نبض الحكاية – الفصو…

رواية نبض الحكاية الفصل 11&12
المؤلف Alhillawi
تاريخ النشر
آخر تحديث
نبض الحكاية | الفصل الحادي عشر والثاني عشر

نبض الحكاية – الفصول

الفصل الحادي عشر – في ممرّ الأسرار

ذهبت ماسة إلى البيت المهجور صباحًا، رغم الخوف الذي يسكن قلبها. أرادت وضع حد لما يحدث لها... كفى خوفًا.

وقفت أمام الباب المتهالك، قلبها يخفق كطبل حرب، والريح تصفّر في أذنيها بلحنٍ قديم يشبه صدى الذكريات. كان البيت غارقًا في الصمت، كأنه يحتبس أنفاسه بانتظار خطوتها. مدت يدها ببطء، دفعت الباب، فصدر صريرٌ طويلٌ جعلها ترتجف، ومع ذلك... دخلت.

استقبلها عبق خانق، مزيج من دخان قديم وعفن الخشب المحترق. ومع كل ذلك الخوف الذي يسكن المكان، إلا أن هناك رائحة تدل على دفء وحنان ساكنيه قديمًا.

جالت بعينيها بين الجدران السوداء، والركام المبعثر... حتى لمحت شيئًا على الأرض. انحنت لتلتقطه، فإذا به دفتر جلدي ممزق الغلاف، منقوش عليه الحرفان (س. م).

"هذه يومياتي، سليم مراد… إن قرأتها (أنتِ)، فاعلمي أن الحقيقة ليست كما قيل لكِ. أنا لم أخن، ولم أهرب… بل أجبرت على تركك وحيدة. بدأت الخيانة من أقرب الناس… وربما لازالوا بينكم. انتظريني، أعود لأخذك من هذا العالم المنافق."

شهقت "ماسة"، وارتجفت يداها. لكن قبل أن تكمل، دوّى صوت طقطقة خلفها. استدارت بسرعة، لكنها لم ترَ أحدًا… سوى ظل عابر اختفى بين الغرف.

في المكتبة – نفس الوقت

كان "علي" واقفًا أمام الرف الأخير، يراقب شاشة هاتفه بملامح قلقة. وصلته رسالة من عمته:

"لقد دخلت البيت. اللعبة بدأت."

ضغط على الشاشة بقوة، ثم تمتم: – لم أعد واثقًا إن كنتُ ما زلت أستطيع إنقاذها…

في منزل آسيا

كانت "سمية" تمشي ذهابًا وإيابًا، بينما "آسيا" تراقب بث الكاميرا من البيت المهجور.

سمية: قلتِ إنكِ فقط ستُخيفينها، لمَ هذا الجنون؟! ماذا لو حصل لها مكروه؟

آسيا (ببرود): إن عرفت الحقيقة، ستتغير الموازين. وهي ابنة أمنية… لن تتراجع بسهولة.

في القبو

واصلت "ماسة" التقدّم بين الغرف حتى وصلت إلى درجٍ يقود إلى قبو مظلم. ترددت، لكن كلمات محفورة في ذاكرتها همست:

"من يدخل هذا البيت… لا يخرج بالقلب نفسه."

في القبو، وجدت صندوقًا صدئًا يحوي رسائل قديمة، قصاصات جرائد عن حريق، وصورة يظهر فيها "علي" طفلًا بجانب أمه وخالها. شهقت: – لا… هذا لا يمكن!

في منزلهم – مساءً

اتصلت "قمر" بـ"ملك"، فجاء صوت الأخيرة حادًا: – خذي حذركم… هناك شيء خطير يدور. لا تثقي بأحد.

انتهت المكالمة، لتصل رسالة تهديدية لقمر:

"إذا فتحتِ فمكِ، ستكونين التالية."

أما "ماسة"، فظلت في القبو، تمسك بالصورة واليوميات، والسؤال ينهش عقلها: هل كانت حياتها كلها... كذبة؟

وفجأة، دوّى صوت غامض خلفها: – وصلتِ أخيرًا، يا ابنة أمنية.

الفصل الثاني عشر – خطوة لا رجعة فيها

عادت "ماسة" إلى المنزل، لكنها تركت روحها هناك في البيت المهجور، وفي ذهنها أسئلة لم تُحل بعد: من هذا الشخص الذي تحدث معها واختفى في الظلام؟

في منزل العائلة – صباحًا

جلست "ماسة" أمام والدتها "أمنية"، التي بدت مترددة. أخبرتها أخيرًا: هناك طلب زواج من شاب يُدعى "عليّ".

شهقت "ماسة"، ثم همست: – لكن يا أمي… لا أعرفه بما يكفي.

أمنية: الزواج يُبنى على الاحترام، لا على الفهم الكامل.

ماسة: وأنا… خائفة.

في غرفتها لاحقًا

حدقت في المرآة، رأت انعكاس فتاة تبحث عن الأمان لكنها لا تثق بأحد. أمسكت قلادتها الصغيرة: – لو كنتَ هنا يا أبي… هل كنت ستوافق؟

في المكتبة – ظهرًا

التقت "ماسة" بـ"عليّ". سألها بصوت منخفض: – هل موافقة والدتك صحيحة؟

ماسة: نعم… هذا ما قالت.

علي: هل يعني هذا… أنكِ موافقة؟

ماسة (مترددة): لا أعرف بعد.

في منزل آسيا – نفس اللحظة

تضحك "آسيا" وهي تشاهد بث الكاميرا: – موافقة؟ يبدو أن أمنية نسيت من أكون.

في مساء ذلك اليوم

دخلت "ماسة" غرفتها، فوجدت ظرفًا تحت وسادتها. قرأت الرسالة:

"وافقي على الزواج… ربما يقربك أكثر من الحقيقة. ستعرفين من هو… حين يصبح الأوان متأخرًا."

شهقت، وهمست: – هل أنا… على وشك فقدان نفسي؟

رواية نبض الحكاية – الفصول الحادي عشر والثاني عشر | جميع الحقوق محفوظة © 2025

تعليقات

عدد التعليقات : 0